الاثنين، 2 مايو 2016

خدمة علاجية نادرة على مستوى العالم ، و بنسبة نجاح تجاوزت 95 %
المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني يُدشن "قسطرة كهربائية القلب للأطفال "


إعداد : الوليد الهنائي
تصوير : فاتك الحضرمي

دشن المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني ، مؤخراً ، خدمة علاجية تعد الأولى من نوعها في السلطنة في مجال علاج أمراض القلب تتمثل في اجراء " قسطرة كهربائية القلب للأطفال " بطاقم طبي محلي متخصص لهذا النوع من الإجراءات العلاجية ، يترأسه الدكتور إسماعيل بن عبدالله العبري ، إستشاري أمراض قلب أطفال ، وكهربائية القلب .

حرص وزارة الصحة على الأرتقاء بجودة الرعاية الصحية النوعية في مجال أمراض القلب والشرايين :

من منطلق سعي وزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني بأهمية تعزيز الخدمات العلاجية النوعية في المؤسسات الصحية بالسلطنة لا سيما أمراض القلب والشرايين ،وذلك بإعتبارها المسبب الأول للوفيات على مستوى العالم ، قامت وزارة الصحة بابتعاث طاقم مكون من أطباء وفنيين  ، إلى أرقى الجامعات والمراكز التخصصية بالولايات المتحدة الأمريكية و كندا من أجل الدراسة و التدريب التخصصي في مجال كهربائية القلب، وذلك بهدف تدشين خدمة "قسطرة كهربائية القلب " في السلطنة ، عوضاً من إرسال المرضى إلى خارج البلاد من أجل تلقي العلاج – والتي كانت تتكفل بها وزارة الصحة بكافة التكاليف العلاجية والإقامة - .

ندرة المراكز التخصصية على مستوى العالم في مجال كهربائية القلب للأطفال :

وفيما يتعلق بخدمة "قسطرة كهربائية القلب للأطفال "، أوضح الدكتور إسماعيل بن عبدالله العبري ، إستشاري أمراض قلب أطفال وكهربائية القلب ، والمشرف العام على الطاقم الطبي لقسطرة كهربائية القلب للأطفال في المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني ، " يعد تدشين خدمة قسطرة كهربائية القلب للأطفال تتويجاً لجهود وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة بالمستشفى السلطاني حيث أسهمت تدشين خدمة " قسطرة كهربائية القلب للأطفال "  إلى تعزيز الرعاية الصحية النوعية في مجال أمراض القلب والشرايين بالسلطنة ، و إستغناء المرضى و ذويهم تكبد عناء السفر إلى الخارج لتلقي هذا النوع من العلاج ، ناهيك عن رفع مكانة خارطة السلطنة الصحية على مستوى الشرق الأوسط ، نظراً لندرة المراكز التخصصية بالعالم لهذه التقنية العلاجية حيث تعتبر السلطنة ثاني دولة خليجية وعربية تقدم هذا النوع من التدخل الطبي "

نسبة نجاح تجاوزت 95 % :

وأردف العبري " لقد أجرى فريق قسطرة كهربائية القلب منذ تدشين خدمة كهربائية القلب للأطفال حتى الآن حوالي20  قسطرة ، وبمعدل حالتين في الأسبوع الواحد ، بحيث تجاوزت نسبة نجاحها 95% وهذا الأنجاز ما كان ليحقق لولا فضل الله وجهود الكوادر الطبية العاملة في مجال كهربائية قلب الأطفال ، وننوه بأن هذا الأنجاز يفخر به المركز الوطني لطب وجراحة القلب نظراً بأن النسبة العالمية لنجاح قسطرة كهربائية القلب للأطفال تتراوح ما بين 80 % إلى90% " .

وأضاف العبري بأنه " تتمثل طريقة قسطرة كهربائية القلب في إجراء تخدير موضعي للتمريض ، ومن بعد يقوم الكادر الطبي بإجراء رسم تخطيطي داخلي للقلب بواسطة أربع مجسات دقيقة يتم إدخالها عبر أوردة الفخذ ثم تأخذ هذ المجسات مسارها حتى تصل موقع القلب ، بعدها يتم تحليل الأشارات الكهربائية لمختلف غرف القلب ، وذلك لتحديد العصب المسبب لتسارع كهربائية القلب ، وفي المرحلة الأخيرة يتم كيّ العصب عبر مجس يحتوي على موجات الراديو أو التبريد التجميدي ، علماً بأن هذه القسطرة تستغرق ما بين 2-4 ساعات ".

مشيراً بأنه " هنالك العديد  مزايا هذا التدخل العلاجي تتمثل في نسبة النجاح العالية للقسطرة الكهربائية التي قد تصل إلى أكثر من 90 % ، و إستغناء إستخدام المريض أدوية منظمة لكهربائية القلب ، وقدرته على مزاولة الأنشطة الحياتية بشكل أفضل مقارنةً بالسابق ،  وتفادي تكبد المريض وذويه عناء السفر إلى الخارج من أجل إجراء هذه القسطرة – التي كانت تتكفل بها وزارة الصحة -  .

و أستطرد الدكتور اسماعيل قائلاً " هنالك مجموعة من التحديات واجهت المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني من أجل تدشين خدمة قسطرة كهربائية القلب تمثلت في ندرة الكوادر الطبية المتخصصة في كهربائية القلب على مستوى العالم ،كما يعد كهربائية القلب من التخصصات الطبية الدقيقة التي تستدعي الإطلاع على أسس تنظيم كهربائية القلب والألمام بمسارات إضطربات القلب المختلفة ، إلى جانب الحاجة الماسة لكادر طبي متخصص يمتلك الدقة المنتاهية عند أجراء هذا النوع من القسطرة ؛ نظراً لصغر حجم قلب الأطفال مما يزيد من صعوبة وضع وتحريك القساطر داخل القلب ".

القسطرة بإستخدام جهاز تخطيط القلب ثلاثي الابعاد:

وأضاف العبري بأنه " ومن الطفرات التي حدثت مؤخراً في المركز الوطني لطب وجراحة القلب هو  استخدام جهاز التخطيط ثلاثي الابعاد "3D mapping system"  والذي يغني عن إستخدام الاشعة السينية ، حيث أنه من المعلوم أن تعرض جسم الانسان للاشعة بشكل مستمر يسبب آثار جانبية على الصحة ، ناهيك عن وجود دراسات طبية دولية تفيد بأن كثرة التعرض للأشعات قد تزيد فرص إحتمالية الإصابة بالأورام السرطانية ، ويذكر بأن هذا الجهاز يعتبر الأحدث في على مستوى العالم حيث ساهم في رفع نسبة نجاح قسطرة كهربائية القلب " .

 القسطرة الكهربائية:

قسطرة كهربائية القلب هي عبارة عن قسطرة تداخلية بهدف رسم نبضات القلب من داخل الجسم ، ومعرفة توزيع كهرباء القلب من الداخل .
حيث تلعب كهربائية القلب دور مولد داخلي لنبضات القلب والمسؤول عن إنقباض وإنبساط القلب ، ويبلغ عدد المعدل الطبيعي لعدد نبضات القلب حوالي 60-100 نبضة بالدقيقة في الراحه ، ولكن أحياناً يحدث إختلال لنبضات القلب ، وهو ما يتسبب في إرتفاع عدد النبضات من 180-260 نبضة في الدقيقة ، بالتالي قد يؤدي هذا الأمر لمشاكل صحية عديدة للمريض أبرزها حدوث إغماء للمريض ، وإضطرابات لوظائف القلب الحيوية ، ونوبات خفقان حاد للقلب ، أو توقف كلي مفاجئ لوظائف القلب ".، ويعزى اضطراب نبض القلب إلى مشاكل خلقية في عضلة القلب أو وجود عصبين ثنائي للقلب، بحيث تتسبب بمجموعة أعراض منها حدوث تسارع مفاجئ لنبضات القلب ،  وهبوط معدل ضغط الدم بالجسم ، وإغماء المريض في بعض الأحيان ، ناهيك عن خطر حدوث الوفاة المفاجئة .

طرق العلاج :

وللسيطرة على هذه الاعراض يتوجب على المريض تناول جرعات من الادوية بشكل يومي، فضلاً عن إضطرار المريض لمراجعة اقسام الطوارى في حال حدوث نوبات اضطراب نبضات القلب من أجل تهدئة النبضات بواسطة طريق الحقن الوريدية أو الصعق الكهربائي ، أما بالنسبة للطريقة الأخرى والأحدث للعلاج  فتتثمل في قسطرة كهربائية القلب التي غالباً ما تمنح المريض شفاء تاماً .


الجدير بالإشارة بأن هذه الخدمة الطبية النوعية سوف تفتح آفاق علاجية للأطفال المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية في كهربائية القلب ، وستساهم في رفع مكانة خارطة السلطنة الصحية على مستوى الشرق الأوسط نظراً لندرة المراكز التخصصية بالعالم لهذه التقنية العلاجية .