المركز
الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني ينجح في زراعة صمام إصطناعي في موضع الصمام الثلاثي للقلب عن طريق
القسطرة
الأولى
من نوعها في السلطنة ، إستطاع المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني
من تحقيق إنجاز طبي نوعي في مجال أمراض القلب والشرايين ، حيث تمكن طاقم طبي من
إستخدام تقنية علاجية حديثة متمثلة في زراعة صمام إصطناعي من نوع " EDWARDS" عن طريق القسطرة ، لمريض كان يعاني من إعتلال في أداء
الصمام الثلاثي بالقلب الناتج عن الإلتهاب البكتيري ، وهذا ما سبب مضاعفات صحية
للمريض كتوسع عضلة الأذين الأيمن بالقلب ، و ضعف في أداء الوظائف الحيوية للقلب ،
وصعوبة في التنفس، ناهيك عن الشعور
بالإرهاق عند بذل أدنى مجهود ، عليه إرتأى
الكادر الطبي زراعة صمام إصطناعي فوق صمام صناعي سابق الذي تم زراعته عن طريق
الجراحة منذ خمسة سنوات مضت نظراً للضيق التي طرأ على الصمام السابق .
وقد
أجرى هذه القسطرة العلاجية طاقم طبي من المركز الوطني لطب و جراحة القلب بالمستشفى
السلطاني يترأسه الدكتور سالم المسكري ، مدير مركز الوطني لطب وجراحة القلب ،
وإستشاري أول أمراض قلب أطفال ، والدكتور عبدالله الفرقاني ، رئيس قسم أمراض قلب
أطفال ، وإستشاري أول أمراض قلب أطفال ، والدكتور خلفان السنيدي ، إستشاري أول
أمراض قلب أطفال ، بالتعاون مع أطباء التخدير و فنيي القلب و الكادر التمريضي .
حيث
تمثلت في إجراء قسطرة قلب تداخلية للمريض عن طريق إدخال أنبوب مرن عبر وريد الفخذ
الأيمن ، ويأخذ هذا الأنبوب مساره حتى يصل موقع القلب ، ومن ثم يقوم الطاقم الطبي
بزراعة الصمام الإصطناعي من نوع EDWARDS"" ، في موضع
الصمام الثلاثي لقلب المريض، علماً بأن القسطرة تتم تحت ملاحظة دقيقية بواسطة جهاز
أشعة القلب التلفزيونية ، وجهاز أشعة القسطرة العلاجية ، وقد إستغرقت مدة هذه
القسطرة حوالي ساعتين فقط.
وعلى
صعيد متصل ، أوضح الدكتور عبدالله
الفرقاني إستشاري أول أمراض قلب أطفال " بأن هذا النوع من القسطرة العلاجية
تجرى غالباً في الدول المتقدمة و مراكز متخصصة نظراً للحاجة الماسة إلى وجود طاقم
طبي متكامل يمتلك المهارة والدقة المتناهية من أجل إجراء هذا النوع من التقنيات
العلاجية ، فضلاً عن وجود صمام إصطناعي سابق مزروع في موضع الصمام الثلاثي للقلب ،
وهذا سبب تحديات جمة للكادر الطبي المتمثل في زراعة صمام إصطناعي فوق الصمام
الإصطناعي السابق " .
و
أردف الفرقاني قائلاً " بأن هنالك العديد من المزايا لهذه القسطرة العلاجية
أبرزها تفادى إجراء عملية قلب مفتوح ، وقلة المضاعفات الجانبية مقارنة بالعمليات
الجراحية ، وقصر مدة مكوث المريض بالمستشفى ، إلى جانب عودته لمزوالة الأنشطة
الحياتية الطبيعية بعد يومين من إجراء القسطرة " .
من
جانبه أوضح مدير المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني ، الدكتور
سالم المسكري " هذه التقنية العلاجية النوعية سوف تفتح آفاق علاجية للمرضى
الذين يعانون من إعتلال في أداء الصمام الثلاثي بالقلب ، كما أُشيد بالكفاءة
المهنية للطاقم الطبي في هذا المجال ، وتمكنه من تحقيق نقلة نوعية في أساليب
العلاجية لأمراض القلب والشرايين ، مما ينصب في الإرتقاء بجودة الخدمات الطبية في
السلطنة ، علماً بأن المستشفى السلطاني بدأ بإستخدام تقنية زراعة صمام الإصطناعي
في عام 2012 م من نوع MELODY" " ، ومؤخراً تم إدخال صمام من نوع EDWARDS"" إلى قسم
القسطرة القلب بالمركز من أجل تغطية الحالات المرضية التي تتعذر عن إستخدام صمام
من نوع MELODY" " .
وأضاف
الدكتور سالم المسكري بأن " منذ تدشين المركز الوطني لطب وجراحة القلب
بالمستشفى السلطاني في شهر يونيو 2015م ، تم إجراء أكثر من 2800 قسطرة قلب منها
1000 قسطرة علاجية ، كما تم إدخال أنواع حديثة من الإجراءات العلاجية التداخلية عن
طريق القسطرة ، وذلك تماشياً مع التطور العلمي المتسارع و مواكبةً لأخر ما توصل
إليه العلم الحديث في مجال الأساليب العلاجية لأمراض القلب والشرايين ، وهذا ما
يعزز بمستوى القطاع الصحي بالسلطنة ، في ظل النهضة المباركة لصاحب الجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم ـ يحفظه الله و يرعاه ـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق